[:.اتق محارم الله تكن أعبد الناس .:]

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة و السلام علي افضل
المرسلين سيدنا محمد وعلي آله و صحبه أجمعين

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ !
فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ :اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ،
وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ

ومحارم الله المذكورة في الحديث لا يقصد بها الأقارب او الاهل انما كل ما حرمه الله من قول او فعل
فهي لفظ عام يدخل فيها جميع المعاصي
فاعبد الناس هو من يتقي محارم الله و ليس كثير الصلاة او كثير القيام او كثير الحج او كثير الزكاة
عن ثوبان رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال : أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها "

قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا }

و للشيطان سبعة مداخل ياتي منها للانسان حتي يوقعه في محارم الله
وهذه المداخل هي
1 العين
2 اللسان
3 الاذن
4 الفرج
5 البطن
6 اليد
7 الرجل

و لنناقشهم باسهاب
المدخل الاول العين
النظرة سهم مسموم من سهام ابليس فكثرة النظر
الي ما حرم الله تثير كوامن الشهوة في النفوس
فقال تعالى: ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا))

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه)) رواه مسلم


وقال الفخر الرازي: (والنظر بريد الزنا، ورائد الفجور، والبلوى في أشد وأكثر، ولا يكاد يحترس منه).




و قال احد الشعراء

كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر



المدخل الثاني اللسان



و هو اخطر المداخل علي الانسان

فعن معاذ رضي الله عنه قال: "كنت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول اللّه أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره اللّه عليه: تعبد اللّه ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)[السجدة:16] حتى بلغ (يعملون) ثم قال: ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قلت: بلى يا رسول اللّه قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت بلى يا رسول اللّه، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقلت: يا نبي اللّه وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم"



وقال احد الشعراء

احفظ لسانك أيها الإنسـان لا يلدغنـك إنـه ثعـبـان

كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الأقـران



و هناك من الناس من لا يطيب له الحديث الا في غيبة او نميمة

فتراه يتكلم عن هذا و و يطعن في ذلك

ومنهم من لا يجمل حديثه الا بكذب

و منهم من لا يذكر الله الا قليلا

ويكفيك ان تعلم كلمة واحدة كفيلة

بان تخرجك من الدين او تهوي بك سبيعا خريفا في جهنم

و الحديث في اللسان يطول و قد اكتفيت بهذا القدر



المدخل الثالث الاذن



قال تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب)

فالقران و الاغاني لا تجتمع في قلب مؤمنا ابدا كما لا يجتمع النار و الماء في اناء واحد

و ذكر شيخ الاسلام في اضرارها فقال

1-المعازف هي خمر النفوس تفعل أعظم مما تفعله الكؤوس ، فإذا سكروا بالأصوات حلفيهم الشرك ، ومالوا إلى الفواحش وإلى الظلم ، فيشركون ، ويقتلون النفس التي حرمالله ، ويزنون ، وهذه الثلاثة موجودة كثيرا في أهل سماع المعازف - سماع الصفيروالتصفيق . . 2 - أما الشرك فغالب عليهم بأن يحبوا شيخهم ( أو مطربهم )مثل ما يحبون الله ، ويتواجدون على حبه .

3 - وأما الفواحش فالغناء رقيةالزنا ( طريقه ) وهو من أعظم الأسباب للوقوع في الفواحش ، ويكون الرجل والصبيوالمرأة في غاية العفة والحرية ، حتى يحضر ( الغناء والموسيقى ) فتنحل نفسه ، وتسهلعليه الفاحشة ، كشاربي الخمر أو أكثر .

4 - وأما القتل ، فإنّ قَتْلَ بعضهمبعضا في السماع كثير ، يقولون : قتله بحاله ، ويعدون ذلك من قوته ، وذلك أن معهمشياطين تحضرهم ، فأيهم كان شيطانه أقوى قتل الآخر .

5 - إن سماع الغناءوالموسيقى لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة إلا وفي ضمن ذلك من الضلال والمفسدة ماهو أعظم منه ، فهو للروح كالخمر للجسد ، ولهذا يورث أصحابه سكرا أعظم من سكر الخمر،فيجدون لذة كما يجد شارب الخمر ، بل أكثر وأكبر . . .

6 - وإن الشياطينلتتلبس بهم ، وتدخل بهم النار ، ويأخذ أحدهم الحديد المحمي ، فيضعه على بدنه ( أولسانه ) وأنواع من هذا الجنس ، ولا تحصل لهم


ناهيك عن العذاب في الاخرة حيث يصب في آذانهم
الانك وهو الرصاص المذاب

المدخل الرابع الفرج



قال تعالى( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)
و قال ايضا (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مالكت ايمانهم ..)
و الزنا يورث المهانة و العار و العداوة و البغضاء
فهو انتهالك لمحارم الناس و تدنيس لشرفهم
و الزاني يموت ذليلا جائعا عطشانا لو سقي مياه المحيطات لما اروته
و من مهالك الفرج ايضا اللواط و السحاق
اللذي استشري في الامة نسال العفو و العافية
وقد ارشدنا الدين الحنيف الي الحل
و هو الزواج و حث عليه
حيث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ»
وامر الاباء بتسهيل امور الزواج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، وإلا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"

المدخل الخامس البطن
قال رسول الله (ما ملا ابن آدم شراً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وإن كان هو فاعلاً لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسِه )
فلا يدخل الانسان في جوفه الا حلالا طيبا
و يبتعد عن السحت و الربا و لا ياكل مال اليتيم و اموال الناس بالباطل
و يبتعد عن كل ما حرمه الله من الاكل و الشرب
فلا يدخن ولا يعاقر خمرا ولا يتعاطي المخدرات
و يتبع هدي النبي في اكله فياكل بيمينه و يسمي الله عن الابتداء
و يحمده عن الانتهاء و لا يقبح الاكل او يذمه

المدخل السادس اليد

فلا يبطش بعباد الله ظلما
و لا يسرق مال الغير ولا يمد يده الي ما لا يحل له
و ليعلم ان يد الله فوق يده
والله اقوي و اشد منه
قال رسول الله (من لطم خد امريء مسلم أو وجهه بدَّد الله عظامه يوم القيامة)
عليه ان يستخدمها في اماطة الاذي عن الطريق



المدخل السابع الرجل

فلا يمشي الي الاماكن المحرمة
او الي مواضع الشبهات
ولا تمشي مشية خيلاء و تكبر
و استخدم هذه النعمة في طاعة الله
و قضاء حوائج الناس
و سلوك طرق العبادة و طلب العلم
فكم من معقد حرم من هذه النعمة


سبحانك اللهم و بحمدك اشهد ان لا إله الا انت استغفرك واتوب إليك
كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو نسيان فمنى ومن الشيطان

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته